amera.love73 عضو فعال
عدد المساهمات : 436 نقاط : 748 السٌّمعَة : 0 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 22/12/2009
| موضوع: أمنية المصطفى صلى الله عليه وسلم السبت يناير 30, 2010 6:17 pm | |
| [b][size=21]أمنية المصطفى صلى الله عليه وسلم [/size][/b] ما تمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا من الدنيا، وإنما تمنى ما له علاقة بمنازل الآخرة، بل برفيع المنازل، وعالي الدرجات. فقال عليه الصلاة والسلام:
"والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيلالله أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني،والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل "
رواه البخاري ومسلم. هذه كانت أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسامُ أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشجع الشجعان حتى إنه ليحتمي به صناديد الأبطال عند اشتداد النِّـزال. قال البراء رضي الله عنه: كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه مسلم. وقال عليّ رضي الله عنه: كنا إذا احمرّ البأس، ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه.
رواه الإمام أحمد وغيره. من هنا كانت أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم عالية، كانت منزلة رفيعة، ألا وهي الشهادة في سبيل الله ، وليست مرة بل مرّات
تأمل: " والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل " وفي رواية للبخاري: " والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل، ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا". وما ذلك إلا لكرامة الشهيد والشهادة على الله. ولذا لما قُتِل من قُتِل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد ولقوا ربهم تبارك وتعالى، فسألهم: ماذا يُريدون مااختاروا غير العودة للدنيا من أجل أن يُقتلوا في سبيل الله مرة ثانية.
لما قُتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جابر ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك ؟ قلت : بلى. قال : ما كلم الله أحداً إلا من وراءحجاب، وكلّم أباك كفاحا، فقال : يا عبدي تمنّ عليّ أعطك. قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية ! قال : إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال : يا رب فأبلغ من ورائي،فأنزل الله عز وجل هذه الآية
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيل ِاللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
رواه الإمام أحمدوالترمذي وابن ماجه. وقال عليه الصلاة والسلام: لما أصيب إخوانكم بأُحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم قالوا:
يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب. فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله عز وجل هذه الآيات على رسوله (وَلاَتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءعِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
رواه الإمام أحمد وأبو داود. فأي كرامة يُكرم الله عز وجل بها الشهيد الذي قُتِل في سيل الله لإعلاء كلمة الله ؟
قال عليه الصلاة والسلام: " للشهيد عند الله عز وجل سبع خصال: يُغفر له في أول دفعةمن دمه. ويرى مقعده من الجنة.
ويُحلى حلة الإيمان.
[center]ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين. ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر. ويوضععلى رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها. ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه". رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، وهو في صحيح الجامع. فأي كرامة فوق هذه الكرامة؟ وأي فضل فوق هذا الفضل سوى رؤية وجه الرب سبحانه وتعالى؟ ولما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بال المؤمنين يفتن ونفي قبورهم إلا الشهيد ؟ قال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة". تلك كانت أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عليه الصلاة والسلام لا يتمنى إلا ما كان يُقرّبه إلى الله عز وجل. فهل نتمنى ما تمناه رسول الله صلىالله عليه وسلم؟ أما إنها لو كانت أمنية صادقة لكفى. قال صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من نفاق". رواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام: "من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه". رواه مسلم. وأختم بوصية الصِّدِّيق رضي الله عنه: احرص على الموت توهب لك الحياة. وإن تعجب فأعجب لمن قال تلك الكلمة ؟ لقد قالها أبو بكر رضي الله عنه لسيف الله المسلول رضي الله عنه. وبقول الخنساء : نهين النفوس وهَوْن النفوس يوم الكريهة أوقى لها وما أروع قول الحصين المرّي: تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما
[/center] | |
|